بمناسبة يوم الأمم المتحدة العالمى للتنوع الثقافى، تطلق اليونسكو مع تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة حملة عالمية لإنشاء حركة شعبية تضم أفراداً يدافعون عن التنوع. وتقضى هذه الحملة بتشجيع الأفراد
على القيام بخطوة واحدة ذات صلة بحياتهم لتعزيز التنوع والشمول، بدءاً من التعرف إلى ثقافة أخرى من خلال الأفلام أو وجبات الطعام أو المتاحف، وانتهاءً باكتساب المعارف عن الثقافات أو البلدان الأخرى، أو تكريس الوقت للاضطلاع بأنشطة تطوعية لخدمة هذه القضية.وسيتم تنفيذ هذه الحملة التى أُطلقت تحت شعار "القيام بخطوة واحدة من أجل التنوع والشمول" عبر صفحة مخصصة لهذا الغرض على موقع الفيس بوك بحيث تصبح منبراً يتيح لجميع الأفراد فى شتى أنحاء العالم أن يتبادلوا خبراتهم من خلال نشر المعلومات وشرائط الفيديو.
وحظيت هذه الحملة بدعم العديد من الشركات البارزة فى منطقة "سيليكون فالى" الأمريكية ومنها "ياهو" و"سيسكو" و"إنتويت" و"ترو بلو إنكلوجن" و"ماك أفى" التى أعلنت عن عزمها المشاركة فى الحملة.. وستقوم هذه الشركات بإنشاء مجالس معنية خاصة بالموظفين وستوفر دورات تدريبية جامعة للثقافات بغية تعبئة الموظفين العاملين لديها لتأسيس حركة عالمية تُعنى بتنظيم احتفال سنوى مخصص لموضوع التنوع.
وفى هذا الصدد، قال الرئيس البرتغالى السابق، والممثل الأعلى لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، خورخى سامبايو: "إن ازدياد مشاركة الأفراد وتنامى مسئولياتهم من أجل المستقبل أمرين يسلحانهم بالقوة.. فاتخذوا خطوات إيجابية لتغيير العالم نحو الأفضل وانضموا إلينا لنحتفل باليوم العالمى للتنوع الثقافى ولنجعل من هذه القضية نشاطاً نضطلع به فى حياتنا اليومية".
وصرحت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا قائلة: "أفضت التكنولوجيات الجديدة إلى إحداث تغييرات جذرية فى السبل التى نعتمدها للتواصل مع بعضنا البعض والتعرف إلى الآخرين.. وهل من وسيلة للاحتفال بالتنوع الثقافى والاستيعاب أفضل من "فيس بوك" و"تويتر" وسائر الشبكات الاجتماعية الجديدة التى تسهم فى إزالة العقبات وتمكين الناس من التواصل مع بعضهم بعضاً، ولاسيما الشباب الذين يمثلون بوضوح القوة الدافعة للتغيير اليوم".
وقال رئيس "إنتويت" والمسئول التنفيذى الأعلى فى الشركة، براد سميث: "يشرّف "إنتويت" إن تتعاون مع الأمم المتحدة لدعم اليوم العالمى للتنوع الثقافى وأن تكون أنشطتها مصدر إلهام للآخرين.. وإننا ملتزمون بتعزيز الاستيعاب لبناء قوة عاملة مبنية على المزيد من التشارك والتعاون تتيح لنا أن نتواصل مع مختلف فئات العملاء والأسواق وأن ننهض بأعمالنا على المستوى العالمى".
وإلى جانب الشركات المذكورة أعلاه، ستنضم المئات من المنظمات غير الحكومية والمؤسسات إلى هذه الحملة التى تحيى القيم المرسخة فى إعلان اليونسكو العالمى بشأن التنوع الثقافى، والتى ستبلغ ذروتها بمناسبة المنتدى السنوى الرابع لتحالف الحضارات المزمع عقده فى الدوحة، بقطر، فى الفترة من 11 إلى 13 ديسمبر 2011.. وسيطّلع قادة العالم خلال هذا المنتدى على الدعم العام العالمى الذى تحظى به قضيتا التنوع الثقافى والاستيعاب.
يذكر أن اليونسكو اعتمدت الإعلان العالمى بشأن التنوع الثقافى فى عام 2001.. وبعد مرور عام على هذا التاريخ، وتحديداً فى ديسمبر 2002، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 21 مايو يوماً عالمياً للتنوع الثقافى من أجل الحوار والتنمية.
تم إنشاء تحالف الحضارات، التابع للأمم المتحدة، فى عام 2005 بمبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة وتحت الرعاية المشتركة لكل من رئيس حكومة أسبانيا ورئيس وزراء تركيا.. وانبثق تحالف الحضارات من قناعة مفادها أن السلام المستدام لن يتحقق إلا من خلال معالجة الانقسامات وأوجه سوء الإدراك بين ثقافات العالم.. وفى أبريل 2007، عيّن الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون الرئيس البرتغالى السابق خورخى سامبايو فى منصب الممثل الأعلى لتحالف الحضارات. ويضطلع التحالف تحت قيادة السيد سامبايو بمهمة تعزيز الحوار الكفيل بإحداث تغيير على أرض الواقع.. ويحظى تحالف الحضارات بدعم مجموعة متنامية من الأصدقاء تضم 128 حكومة ومنظمة دولية.